الأحد، 15 نوفمبر 2009

مع الانقاذ ..الثعلب يأكل مما زرع

منذ نشأتنا ..ظللنا نحترم الصغير ونوقر الكبير.. ولم نتوانى أبدا في رفع هذه الصفة الجميلة من جيل الي جيل..
وقد كنا نرى أصحاب اللحى .. بنظرة خاصة جدا حيث كنا نرى فيهم الصلاح في كل الأحوال.. حتى الفرد في مجتمعنا السوداني كان ولا زال يذهب بابنه لشيخ يرى فيه صلاحا بغرض حماية ابنه او ابنته من شرور قد تأتى..مع علمه أن الشيخ رجل مثله لا يملك من الدنيا الا حطامها الزائل.. ولم نكن نظن اطلاقا أن الشرورو قد تأتى من بعض هؤلاء الناس .. خاصة الذين تسيسوا وسيسوا الدين ..
الأفكار التى تسمى اسلامية الآن .. لم نكن نعلم عنها الكثير ولكن... كان تصرفنا اسلاميا .. وحركاتنا اسلامية بغض النظر عن ما يعتريها من مشاق ومصاعب الا ان الحياة كانت تسير في اتجاه ليس ببعيد عن الاسلام وروحه السمحة .. حيث الدين المعاملة .. وكنا هكذا ..لدرجة أن جيراننا كانوا يثقون فينا ولا يرون فينا عيب أن تركوا متاعهم أو أبناءهم معنا يلعبون دونما وجل..
السياسة كانت تدمرأحلامنا من حين الي آخر .. ولكنا لم نكن نرى فيها ضررا لوطن شيده الأجداد علي فهم ليس به نظرة المجتمع الواحد المدني البعيد عن التعصب والقبلية والجهوية.. ومع ذلك فالكل تغنى بجيش واحد وشعب واحد .. وما في شمال بدون جنوب والعكس كذلك..
عند التحاقي بالحركة الاسلامية كنت علي يقين من أن الأمر هو جعل السياسة متدينة ..وأن تكون الأخلاق هي الطاغية .. ولكن الحصل ..أن الدين قد تسيس وهذا أخطر بكثير من الأفكار الأخري.. وقد وجدنا الفكر الاسلامي قد تسيس وأبحر بالانسان عبر الأزمنة المختلفة ورفع الروح المعنوية الي أعلي درجاتها الايمانية ثم ما لبث أن هوى به أرضا .. من أجل ملذات حياة وأطماع بشر كان يفترض ان يكونوا قادة واصحاب بنيان قوى .. لا أصحاب دعوة يملآها الهوى من كل جنباتها ..
بعض قادة الاتجاه الاسلامي ..أركبونا سفن الانقاذ وبها الأحلام الكثيرة والكبيرة .. وأفهمونا أن الحياة مع الانقاذ كثير من النجاح وقليل من الفشل .. وأن من أراد النجاح عليه بجماعة الأسود .. ومن أبى .. فمكانه القطيع المنتشر في غابات وصحاري الجيران ..
لم يكن في الحسبان علي الاطلاق ان يكون صاحب الدعوة القوية هذه سيكون مجرد أضحوكة على مر السنين القادمة .. وما كنا نعتقد أبدا أن يكون رجل في مثل سنه هذه.. وعلمه الذي كنا نفاخر به ..أن يكون في جوفه كمية الحقد المبثوث الآن ..أحترمه لكبر سنه .. ولكنى .. أحتقر فيه فكره الحالى ومن تبعه بأي شكل كان..
لقد طاف بنا عبر الأزمنة الجميلة تلك وحدثنا عن روح الاسلام وضرورة التمسك بالعروة الوثقى التى لا انفصام لها.. وأن أعدوا لهم من رباط الخيل والقوة ما ترهبون به عدوكم وآخرين لا نعلمهم الله يعلمهم.. ثم ما لبث الحال أن وجدناه وبعض رفاقه من الذين لا نعلمهم ..عدو لدود لبعضهم وكذب وافتراء وكثير قول مليء بالباطل والدسائس.. ومناصرة لكل ما هو معكر لصفو أخوة الأمس ..
شيخ الانقاذ الثعلب حقيقة يأكل مما زرع..