البشير يقولها صراحة .. السودان قد دعم الثوار بالسلاح ..حيث ذكر البشير صباح يوم الاحتفال بكسلا  أنه قد دعم ثوار ليبيا بالسلاح والعتاد..وهذا شغل استخبارات سيدي الريئس ما كان يجب عليك قوله.. فأنت بذلك ترمى عملهم عبر الصحراء مع سيف الاسلام وصحبه ..السنوسي .. الثوار في حاجة لوقفة تجعلهم يعيدون كثيرا من الحسابات .. وهناك كثير من الناس قد شهد ضدهم .. والبعض معهم .. فلا تجعل الأمر سباقا بينهم والشر ..
نعلم أن القذافي وراء كل مشاكل السودان الأخيرة .. ونعلم أن القذافي قد ضخ الأموال لدى حركة العدل والمساواة .. بقيادة خليل .. ونعلم الكثير الذي يعرفه العوام من الناس..وقد أهدى القذافي خليل عبر تشاد السيارات المائة والخمسون التى جاءت هدية للسودان وتلك الأسلحة ..وأن نفس تلك الأسلحة هي التى أعيدت للقذافي عبر الثوار  فقتل الثوار القذافي بها وأطيح بحكمه .. 
لقد أخبرنا التاريخ قديما أن من يقف وراء الظلم لا بد أن ينزلق مزلقه .. وأن يكون عرضة للظالمين .. وأن الظالم له يوم يأتي اليه ..يفرح به أناس كثر ..مما يشفى صدور قوم ظُلموا قبلا..
البشير مع احترامي له كرأس للدولة ..اتفقنا أم اختلفنا معه .. للمرة الثانية يقول ما لا يجب قوله .. فمن أبسط قواعد الاستخبارات عدم افشاء السر في وقته .. ولكن ..لك أن تقوله في شكل ونسه لمروجي الاشاعات .. بعدها يمكنك أن تستنكر أو تؤيد ..
الثوار قد انتصروا علي القذافي .. بالسلاح بالناتو بأيمانهم وقوة صبرهم وجلدهم .. المهم أنهم قد أزاحوا القذافي عن الطريق .. كان بالامكان من الرئيس البشير الصبر حتى ينفض السامر .. وبعدها فلتقل ما شئت من القول ..ومع ذلك ..أنا احترمك ..
الثورة الآن لم تجف دماء شهدائها أو قتلاها.. والخميرة (خميرة العكننة) لا زالت تختمر في رؤوس البعض .. خاصة مصاهري الزوابع الأرضية ..وأصحاب القلوب المريضة وهم كثر في خانة العداء للبشير ..
هي فرصة لكل مريض كي يقوم بعمل طبخة علي نار هادئة .. بعدها ينقلب الرجل كما أفورقي أول الأمر ..
للصبر حدود .. وللكلمة سيوف تقطع كل لسان .. والعفوية السودانية يجب أن تقف عند معين .. والدبلوماسية يجب أن يكون لها دور ريادي .. أما العسكرية والظهور بمظهر المنتصر .. فهذه لها حدود .. ومع ذلك أحترمك سيادة الرئيس ..
لقد أخطأت بما قلته اليوم .. نعم السودان قد دعم ثوار ليبيا بالسلاح .. وقد بالغ أكثر أن مدهم بدعم لوجستى ..والناتو يعلم ذلك .. وقد أيدت دوله هذه السياسة بغية الاطاحة بسرعة بالقذافي .. خاصة بعد تصريح أمريكا ووقوفها بعيدا عن الثوار .. بقولها أنهم ليسوا علي قدر النضال أو ماشابه ذلك ..
الدولة الوحيدة المؤهلة للتغيير هناك كانت السودان .. تشاد لا تستطيع ذلك ..والنيجر سمن علي عسل .. وتونس ..توها خارجة من معمعة .. ومصر كذلك .. والجزائر اقرب الناس للقذافي .. والسودان هو الدولة الوحيدة التى لدغت من القذافي أكثر من مرة ..وقد كان مؤهلا كي يقيم جسر تواصل عبر الصحراء مع الثوار .. هي خطوة في حد ذاتها جريئة جدا لا يقوم بها إلا مغامر .. وقد كان البشير كذلك
تاريخنا الحديث به مثل ما حدث اليوم .. ففي الشرق كان هناك تغيير استراتيجي .. في اثيوبيا وارتريا.. وفي الغرب كانت الاستراتيجية أسبق من التمرد آنذاك .. حيث اتفقت والقذافي علي احالة حسين حبري للمعاش قسرا ..وازاحته عن الطريق .. وعندها ..لم تحدث جهرا هكذا .. فاتفقنا مع الأمريكان والغرب عموما علي طرد منقستو وحبري .. وبرضى الغرب الذي لم يرضى عنا اليوم ..