الجمعة، 4 سبتمبر 2009
تلك الأيام
تلك الأيام ندوالها بين الناس..
تاريخ زاهر ومشرق وماض جميل الشعراء والمؤرخون يتحدثون عنه حتى اللحظة.. ومن ذا الذي لم تحدثه نفسه من أنه لو كان في ذلك الزمان.. ولو أنه كان في هذا الزمن.. لتبدل الحال ..كان فيه موفق الدين أبو العباس أحمد بن سديد الدين القاسم المشهور في الطب الذي ولد بدمشق سنة 600 هجرية وانتقل للدار الآخرة سنة 68 هجرية وقد برع واشتهر في الطب .. ولم لا يكون كذلك وهو ابن أسرة تداولت الطب ونشأ في بيت علم حتى برع في الطب وصار أشهر أبناء الأسرة في هذا المجال.. وكان يكنى بـ/ أبا العباس.. ثم أخيرا كنى باسم جده ابن أبي اصيبعه.. ومن أساتذته ..ابن البيطار .. وهذا علم آخر من أعلام العرب والمسلمين آنذاك.. أشهر كتب ابن ابي أصيبعه كتابه ..عيون الأنباء في طبقات الأطباء..
أما ابن البيطار فهو اقتباس( أبو محمد ضياء الدين عبد الله بن أحمد بن البيطار، المالقي الأندلسي، وهو طبيب وعشاب، ويعتبر من أشهر علماء النبات عند العرب. ولد في أواخر القرن السادس الهجري، ودرس على أبي العباس النباتي الأندلسي، الذي كان يعشب، أي يجمع النباتات لدرسها وتصنيفها، في منطقة اشبيلية
سافر ابن البيطار، وهو في أول شبابه، إلى المغرب، فجاب مراكش والجزائر وتونس، معشباً ودارساً وقيل أن تجاوز إلى بلاد الأغارقة وأقصى بلاد الروم، آخذاً من علماء النبات فيها. واستقر به الحال في مصر، متصلاً بخدمة الملك الأيوبي الكامل الذي عينه (رئيساً على سائر العشابين وأصحاب البسطات) كما يقول ابن أبى أصيبعة، وكان يعتمد علليه في الأدوية المفردة والحشائش. ثم خدم ابنه الملك الصالح نجم الدين صاحب دمشق
من دمشق كان ابن البيطار يقوم بجولات في مناطق الشام والأناضول، فيعشب ويدرس. وفي هذه الفترة اتصل به ابن أبي أصيبعة صاحب (طبقات الأطباء)، فشاهد معه كثيراً من النبات في أماكنه بظاهر دمشق، وقرأ معه تفاسير أدوية كتاب ديسقوريدس. قال ابن أبي أصيبعة: (فكنت آخذ من غزارة علمه ودرايته شيئاً كثيراً. وكان لا يذكر دواء إلا ويعين في أي مكان هو من كتاب ديسقوريدس وجالينوس، وفي أي عدد هو من الأدوية المذكورة في تلك المقالة)
وقد توفي ابن البيطار بدمشق سنة 646 هـ، تاركاً مصنفات أهمها: كتاب الجامع لمفردات الأدوية والأغذية، وهو معروف بمفردات ابن البيطار، وقد سماه ابن أبي أصيبعة (كاتب الجامع في الأدوية المفردة)، وهو مجموعة من العلاجات البسيطة المستمدة من عناصر الطبيعة، وقد ترجم وطبع. كما له كتاب المغني في الأدوية المفردة، يتناول فيه الأعضاء واحداً واحداً، ويذكر طريقة معالجتها بالعقاقير. كما ترك ابن البيطار مؤلفات أخرى، أهمها كتاب الأفعال الغريبة، والخواص العجيبة، والإبانة والإعلام على ما في المنهاج من الخلل والأوهام
ومن صفات ابن البيطار، كما جاء على لسان ابن أبي أصيبعة، أنه كان صاحب أخلاق سامية، ومروءة كاملة، وعلم غزير. وكان لابن البيطار قوة ذاكرة عجيبة، وقد أعانته ذاكرته القوية على تصنيف الأدوية التي قرأ عنها، واستخلص من النباتات العقاقير المتنوعة فلم يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا طبقها، بعد تحقيقات طويلة. وعنه يقول ماكس مايرهوف: (أنه أعظم كاتب عربي ظهر في علم النبات)
آخر يدعى .. أبو القاسم علي بن أحمد الإنطاكي.. وقد برع في مجال الرياضيات والهندسة.. ويعد من أعلام الهندسة.. في القرن الرابع الهجري.. وفي الأخبار يقال أنه انتقل إلي بغداد ..واستوطن فيها حتى وفاته عام 376هـ.. وهو صاحب مؤلف (التخت الكبير في الحساب الهندي)..
عالم وعلم كبير درسنا القليل جدا عنه .. نعرف داخلية ابن النفيس وبعضنا لا يعلم من هو ابن النفيس.. هو.. أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم ..عالم كبير وفيلسوف ومع ذلك ..طبيب.. يعرف بابن النفيس وأحيانا عرف بالقرْشي.. نسبة الي قرْش.. ، وقد جاء في القصص أنه قد عاصر ابن ابي اصيبعه.. عالم الطب ..
ابن النفيس علم في كل شي.. في الطب ..في الفلسفة.. والعلوم.. وقد شارك في بناء قصة أو اسطورة عربية .. تسمى ..حي بن يقظان.. وابن النفيس بمثل ما جاء في اخباره..أنه قد درس الطب في الشام وبعد ذلك ذهب الي مصر حيث مارس الطب هناك في المستشفي الناصري والمستشفي المنصوري .. ثم أصبح ميد أطباء الطب في الناصري والطبيب الخاص للسلطان بيبرس .. وفي مجلسه الذي كان في داره كان يجلس كبار القوم في المجتمع من الأمراء وكبار الأطباء..
مع ابن النفيس لا بد من ذكر ابن سينا.. فلنذهب الي ويكبيديا حيث نجد..( ابن سينا هو أبو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، عالم مسلم اشتهر بالطب والفلسفة واشتغل بهما. ولد في قرية (أفشنة) بالقرب من بخارى (في أوزبكستان حاليا) من أب من مدينة بلخ (في أفغانستان حاليا) و أم قروية سنة 370هـ (980م) وتوفي في مدينة همدان (في إيران حاليا) سنة 427هـ (1037م). عرف باسم الشيخ الرئيس وسماه الغربيون بأمير الأطباء و أبو الطب الحديث. وقد ألّف 200 كتاب في مواضيع مختلفة، العديد منها يركّز على الفلسفة والطب. إن ابن سينا هو من أول من كتب عن الطبّ في العالم ولقد اتبع نهج أو أسلوب أبقراط و جالينوس. وأشهر أعماله كتاب الشفاء وكتاب القانون في الطب . )
..وهذا محمد بن موسى الخوارزمي ..رجل برع في الرياضيات والفلك .. ولن نجد الوقت الكافي كي نقول عن هؤلاء وما قدموا لنا من نور .. فما بالكم بابن الخياط.. رياضي ومهندس وفلكي وطبيب.. ولن نسكت حتى نذكر بعض الشيء عن ..ابوبكر الرازي.. طب وكيمياء.. ويعرف عنه أنه قد قسم الكيمياء الي أربعة أقسام.. المواد المعدنية والمواد النباتية والحيوانية والمشتقة.. ويعرف عنه أنه قد قسم المعدنيات كل حسب طبائعها وصفاتها..
أبو عبد الله بن زكريا بن محمد القزويني من قزوين .. عالم فلك مسلم كبير ..ولن ينتهى كما قلت الحديث عن العلماء وأنا لست بأهل للحديث عنهم بتفاصيل أعمالهم ولكن.. هم تاريخ جميل مضى ولن يعود إطلاقا..
عالمنا الإسلامي سابقا لا يقتصر علي هؤلاء فحسب .. بل هناك مجموعة كبيرة جدا من العلماء والفلاسفة كانوا هم أول من رسخ للعلم الحديث الذي نحن فيه الآن.. ولو لا تسخير الله سبحانه وتعالي لهم .. لما وصلنا الي هذه المرحلة من العلم و بكل فروعه .. طب وهندسة وفلسفة وادب ولغة وبلاغة ..وفن العمارة والزخرفة ..الذي اشتهر به المسلمين .. منذ بداية عصر الخليفة العادل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه .. ثم تطورت بعده مع الخليفة عثمان ابن عفان الي أن وصلت الي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان الذي اعتنى بقبة الصخرة وقد أسند هذا الفن من الزخرفة والاعتناء بقبة الصخرة لكل من ..يزيد بن سلام ورجاء بن حيان الكندى..، عموما مدن غرناطة واشبيلية وسائر مدن الأندلس ..تحكي فن العمارة الإسلامي..
من السرد أعلاه.. ألا نستحي نحن عرب ومسلمي اليوم من حالنا ونحن نتجول بين دول العالم ونتشدق بالفهم والعلم والأدب .. وبارات أوروبا ممتلئة بأبطال العرب الذين هاجروا من أجل متعة وكأس.. ويهاجر بعضنا ليس من اجل العلم والنهل منه.. بل شراء شهادات والعودة بها للوطن تحت مسمى.. دكتور..
أطباء هاجروا وهجروا وبعضهم هُجر من وطنه بحجج كثيرة بعضها واهن .. المهم الكل أراد الخروج من وطنه والعيش في الغرب حيث سهولة الحياة والحرية الكاملة في النفس وفعائلها ..منهم من تحدث عن فساد النفس في بلده وملأ العالم بها ..و لكنه لا يستطيع تكذيب الهولوكست ولا يستطيع الطعن في مزاعم إسرائيل .. وان فعل ذلك .. هناك كم هائل من المحامين في جهوزية تامة للدفاع عن حق إسرائيل.. ولا تجد من يدافع عن أمة تبلغ أكثر من مليار مسلم هي أساس العلم..
الفكر لا يتطور بوجود حجر عليه .. ولو حاول التطور في هكذا حال .. تجده كفكر ميكافيللي .. فكر متسلق عبر جماجم الرجال والنساء والأطفال دونما خجل .. لننظر الي البلدان العربية والإسلامية وكيف تتصارع حول الفساد.. الكل يريد أن يصبح الفاسد الأول.. والفساد لا يقتصر علي اختلاس المال العام أو ممارسة الرزائل فحسب .. ولكن.. التحريض علي القتال نوع من الفساد.. والكذب نوع من الفساد.. والتجارة بالدين أكبر خسران وفساد.. وهذه الأخيرة آفة عصرنا اليوم..وأسألوا عنها الثعلب وتلامذته..
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق