الجمعة، 14 أغسطس 2009

الوصولية والانتهازية في السودان..

خرجنا ونحن قلوب مملؤة ومفعمة بالحب يحدوها الأمل أن يعود الفرد منا الي وطنه وهو محمل بكل الخيرات.. علم ..مال .. صحة ..فهم.. خبرة جديدة .. وصحبة ماجد.. حتى الوصول لمرحلة تكملة نصف الدين زوجة ترضى طموحه وتجعله في مصاف الأزواج السعداء..
في غربتنا لم نمكث إلا قليلا حتى رأينا بأم أعيننا كيف .. يهزم الإنسان في نفسه.. فهزيمة النفس أقسى من كل هزيمة.. وأقصد بذلك ..أن تُعامل كجزء من حثالة البشر ..لا كبشر سوى..، فالحياة في دول الخليج تحكمها عادات وتقاليد تقتلع كل خير فيك وتجعلك شبيه بالآلة التى يتم تشغيلها .. وعند انتهاء عمرها الافتراضي يتم تشغيلها عدة سنين أخر .. حتى تتوقف .. وهكذا الإنسان هنا .. ولا يعنى ذلك قطعا ..انتفاء الإنسانية في بعضهم.. لكنهم قليل..
كل إنسان عند خروجه من بلده يعدد أسباب الخروج .. ولا يجعل من الأسباب المقدمة ..أن في وطنه العيش فيه حرام.. إلا السوداني.. فمن أول ألأسباب.. أن الوضع السياسي غير كريم وأن الحياة هنا مدعاة للسخرية .. بل هي مزيج من العبودية والتحطيم النفسي .. أنا شخصيا لم أخرج لدواعي سياسية كما هو حال كثير من أبطال الانترنت علي الرغم من أن ذلك ممكنا بالنسبة لي ولي من الأسباب ما يمكننى من فعل ذلك .. ولم يدر في خلدى مطلقا أن أدعى ما يدعيه البعض اليوم.. وأنا دوما أقول ..أن فترة الإنقاذ هي أكثر الفترات بها هتك للعرض وتعرية للفكر.. فكثير من الذين قاموا ضد الإنقاذ أو ساندوا الإنقاذ وانشقوا عنها.. فجروا في الخصومة وبرعوا في الفساد السياسي.. فمن كان يصدق أن نري رجل فجر في الاعلام ودل الأمريكان من موقعه متحدثا في قناة الجزيرة.. علي مواقع الأسلحة البيولوجية والكيمائية ثم نراه متربعا في كرسي المستشاريه.. ومن كان يصدق أن يكون رجل كالترابي .. والذي تربع علي سدة الحركة الإسلامية لأكثر من أربعين سنة.. نراه يقوم بنقض غزله كما وصفت به تلك التى في القرآن الكريم.. إنه بريق السلطة والانتهازية الوصولية باسم الأصولية.. وانه تملق البسطاء من الشعب باسم الدين ..
يعرفون من أين تؤكل الكتف.. فما من حركة تبديل إلا وقد انتهزها هؤلاء القوم.. أنهم قبيلة واسعة وقد ازداد جمعهم بعد وصول البترول.. الكل يبحث عن برميل له فيه.. وقد طمع البعض لامتلاك بئر وشيخ الحركة يطمع في السلطة ولكن دون أن يكون في الواجهة.. فهو يريد مغفل نافع.. يدارى به سؤته ومن خلفه مطبلون.. كان البشير كذلك حتى التفت إلي نفسه فوجد أنه مجرد شخص تبع لقائد حركة لا حدود لطموحه.. وكثير منا يستدر عطفه باسم الإسلام ونصرته.. ولكن عند الدخول مع القوم.. تجد الإسلام في تلك الجهة التي تركت..
حسبي الله عليهم..

ليست هناك تعليقات: