الأحد، 30 أغسطس 2009

ما بين الأمس واليوم ..السودان

كنت محظوظا لأننى رأيت وقت كان ينعم فيه الانسان السوداني بكثير من سبل الراحة.. وكنت أتعاطى مبلغ(تعريفة) لشراء ..تبش بالشطة..أو حلاوة قطن.. أو.. حلاوة شوتة..
كانت المدارس يصرف عليها من وزارة التربية والتعليم.. وكان الطالب منا ..يمنح عند كل فصل دراسي ..كراسات وكتب السنة الجدية.. وعلي ما أذكر.. عددثلاث اقلا م رصاص..منها قلم ثري أتش..
كان بيتنا قريب من المدرسة.. وكنا نخرج في حصة الفطور لتناول الطعام ثم نعود بسرعة للمدرسة.. مدرسة الحلة الجديدة النموذجية والمشهورة باسم المربي الكبير..هاشم عابدون.. أشهر ناظر مدرسة في الخرطوم..
لم تكن الحياة رتيبة كما اليوم.. ولكن..كان بها تجديد مع الاعتراف..بأنها لم تكن بذات التحديث الذي نجده اليوم.. ولكنى أعتقد... أنها لو سارت بنفس ذاك النسق .. لأصبح لنا شأن آخر..
انقلاب عبود لم يؤثر كثيرا في حياة المواطن السوداني.. ذلك لأن عبود لم يتدخل في كيفية الحياة وتسييرها وفق منهجه.. فهو رجل كان يري السودان برؤيته هو.. خاصة وأنه من الجيل القديم ..
الطالب اليوم ..يتم الصرف عليه منذ أو ل يوم في المدرسة.. وحتى خروجه منها.. كنا سابقا نخجل ونختشي عندما يذهب أحدنا للمدارس الخاصة.. حيث يعنى لنا أن مستوى الطالب لم يكن جيدا.. أو..انه حصل علي نسبة ضئيلة..ولا مكان له بين الناجحين..
الطالب اليوم.. يذهب الي المدارس الخاصة وهو فرح لأنه سيتلقي مزيد من الفهم والتعليم الجيد.. وسيتلقي معلومات لم تكن لتوفر له لو أنه قد التحق بالتعليم الحكومي..
عجبي.. التعليم الحكومي أصبح طارد .. والخاص اصبح جاذب..
كثير من الدول التى حولنا بدأت معنا التنمية في نفس الوقت ومنها من هي كانت بعدنا بدء في التنمية.. بل كانت هناك دولا لا تعرف معنى تنمية الانسان .. بينما الانسان السوداني قد بدأ التعلم منذ القدم.. مع ملاحظة.. أن الاستعمار قد أمعن في إذلال البعض بأن جعله تبعا للآخر.. وقد نشد منهم أن يكونوا تبعا للسيد أو الشيخ مما أثر سلبا في مجموعة الفكر البشري وجعله كمن هو بدائي في عالم متحضر..
فانسان السودان تُرك علي (السفة) السعوط.. والعمل به كتجارة .. وجبل علي الخمور البلدية وتم تشجيعها.. وترك في أرضه كم كبير من بيوت الدعارة وسط المنازل.. حتى كان بعض الناس يكتب علي باب داره ..منزل أحرار.. والقصد منها ليس أحرار كما يفهما البعض الآن.. ولكن .. أحرار من الذين رموا أنفسهم وسط كوم الرزيلة والفساد.. وإذا كان ألبعض أراد رمي نميري في مزبلة التاريخ فان نميري هو أول رئيس سوداني يمنع الدعارة في السودان.. وقد عجزت كل النظم الوطنية الديمقراطية بأن تمنع عنا هذا البلاء.. قد يأتي أحدنا ويقول .. منعها رسميا ولكنها انتشرت كثيرا بعد ذلك.. وحقيقة قد حدث ذلك انما الأمر يعود لفهم المواطن العام نحو تحقيق رفاهية أو تنمية لوطنه .. لا شعارات وتبع ثم هدم لما تم بناؤه ولو بأيد الغير..

ليست هناك تعليقات: